لمشاركة النص الذي تريدون على شبكات التواصل الإجتماعي، ما عليكم سوي إختيار النص بتحديده بإستخدام المؤشر.
تويتر يحدد المشاركة ب ١٤٠ حرف إذا لم يكن في النص رابط.
مع رابط، يصبح عدد الأحرف ١١٧.
في حين أن موهبة فيروز في البداية وجدت تعبيراً من خلال أشعار و موسيقى الأخوين اللبنانيين، عاصي ومنصور رحباني فقط، إلا أن معظم الشعراء العرب المبدعين هرعوا الآن ليكتبوا أشعاراً لصوتها عله يترجمها. قائمة الشعراء الذين كتبوا لها قصيدة أو أكثر بما مجموعه أكثر من ٨٠٠ أغنية تضم: عمر أبو ريشة، قبلان مكرزل، نزار قباني، ميشيل طراد، سعيد عقل، بدوي الجبل، الأخطل الصغير، أبو سلمى، أسعد سابا، جوزيف حرب، طلال حيدر وشعراء آخرين معاصرين. غنت أيضاً أعمالاً لجبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، الياس أبو شبكة، هارون هـ. رشيد، وبولس سلامة، كما هو الحال بالنسبة لشعراء عرب من العصور القديمة مثل: ابن دريق البغدادي وابن جبير، كما اتسعت قائمة من لحنوا لفيروز لتضم: حليم الرومي، توفيق الباشا، خالد أبو النصر، جورج ضاهر، نجيب حنكش، فليمون وهبة، محمد عبد الوهاب، محمد محسن، الياس الرحباني، زكي ناصيف، وابنها زياد.
لعل أبرز من لحن لفيروز من غير الأخوين رحباني في تلك الفترة، هو فليمون وهبة. تميزت ألحان فليمون بروحها الشرقية الواضحة بخلاف ألحان الرحابنة التي كانت تنزع نحو التجديد والتطوير الموسيقي. فليمون صاحب الشخصية المرحة والخفيفة الظل، كان صديقاً حميماً لفيروز، أحبت شخصيته وألحانه على حد سواء، كان كثيراً ما يفاجئها على المسرح بأن يرتجل ويخرج عن النص مما يضطرها إلى كبت ضحكها لتفجره وراء الكواليس. كان فليمون موهوباً بالفطرة، عند التحضير لأي عمل مسرحي أو غنائي مقبل، كان الرحبانيان يعرضان عليه جميع الكلمات المقترحة لكي يختار، فيختار الأجمل دوماً. ألحان فليمون أبرزت فيروز كمطربة شرقية بامتياز.
كانت فيروز أيضاً نجمة ثلاثة أفلام سينمائية أنتجت في الستينات: بياع الخواتم من إخراج يوسف شاهين، وسفر برلك وبنت الحارس، من إخراج هنري بركات. مع ذلك، حياتها الاجتماعية كانت ولا تزال محافظة جداً. تكره فيروز فكرة الذهاب إلى الحفلات والنشاطات الاجتماعية الأخرى، وهي تفضل عليها البقاء في المنزل مع أولادها. كان لفيروز تأثيراً على بيروت عندما كانت تعيش تجربة التأثير المتنامي للعصرنة. كان هذا التأثير واسعاً على البلاد إذ تمكنت من نقل صورة الثقافة اللبنانية إلى العالم الغربي.
أغاني فيروز، والتي غنت الكثير منها في المسرحيات الغنائية الفولكلورية، كانت منسجمة مع الاتجاهات السياسية والاجتماعية والسكانية في لبنان، خاصة تلك التي صيغت قبل الحرب الأهلية. وغالباً ما عبرت أغانيها عن المشاعر العربية المشتركة على نحو واسع، واستخدمت نصوصاً عربية كلاسيكية لشعراء معروفين مثل: جبران خليل جبران. بعض الأغاني ارتكزت بالشكل الصوتي على الموشح التقليدي، وأخرى عادت وقدمت أعمالاً قديمة من بدايات القرن العشرين بشكل حديث كأعمال الشيخ سيد درويش وغيرها.
أغاني فيروز المبكرة، أبرزت طابعاً صوتياً متميزاً لديها، والأشعار عبرت عن حب رومانسي وحنين لحياة الضيعة. تعشّقت مع مزيج موسيقي رقيق، حيث تظهر آلات موسيقية عربية معينة بشكل بارز، ولكن تندمج بلطف مع آلات غربيه أيضاً ومع إيقاعات غربية شعبية راقصة. أحياناً كانت تغني ألحاناً عربية فلكلورية معاد توزيعها. مع بداية الستينات، أصبحت فيروز واحدة من المعالم الرئيسية لمهرجانات بعلبك السنوية، وشهرتها لم تعد تقتصر على لبنان، بل تعدته إلى العالم العربي. إن بذار ألوف الأغاني، العديد من المسرحيات الغنائية، و بضعة أفلام، انتشرت لتنزرع في قلوب جمهورها ولتشمل أيضاً العرب المقيمين في أوروبا والأمريكيتين.