عادت فيروز والرحابنة إلى بيروت بعد ستة أشهر، وفي أول يوم من سنة ١٩٥٦ أنجبت فيروز بكرها زياد. في صيف عام ١٩٥٧، كان لها أول لقاء حي مع الجمهور، واقفة على قاعدة أحد الأعمدة الستة التي تشكل معبد جوبيتير في بعلبك. كان هذا الحشد الجماهيري الأكبر على الإطلاق الذي تجمع في المعبد الروماني، تحت قمر بهيئة هلال. أغرق المخرج فيروز بضوء أزرق من إتجاهات مختلفة حتى بدت وكأنها تحلق في الفضاء. وحين بدأت بالشدو بصوت واثق سكون: لبنان يا أخضر حلو، كانت تلك لحظة سحرية حقاً ووقع الناس مفتونين. بدءاً من ذلك الوقت فصاعداً فيروز سوف تغني وتمثل، مرة واحدة في السنة على الأقل في بعلبك، بمسرحيات غنائية ضخمة مثل البعلبكية، مسرحية تهجر فيها الآلهة مدينة بعلبك بعد أن تهدمت، وتطلب من صبية ذات صوت شجي أن ترافقها ولكن الصبية تفضل البقاء بين البشر حتى تعيد لبعلبك مجدها القديم، جسر القمر حيث تصنع صبية مسحورة طيبة السلام بين أفرقاء يكرهون بعضهم، وأيام فخر الدين قصة الأمير فخر الدين الذي ناضل ليعيد إعمار وطنه في القرن السابع عشر، والذي حارب بشرف من أجل تحريره. من هنا بدأت فيروز طريقها للشهرة والمجد.